Contact us
Open notifications

إشعارات

  • لا يوجد إشعارات جديدة

     

]

التحليل الاقتصادي

التحليل الاقتصادي

05.08.2025

ظل نمو الائتمان المحلي قوياً في الربع الثاني من العام 2025 (+2.9%)، ما ساهم في رفع معدل النمو المسجل منذ بداية العام الحالي حتى نهاية النصف الأول إلى 4.6%. وجاء هذا النمو مدفوعاً بتحسن وتيرة الائتمان لشراء الأوراق المالية، إلى جانب زيادة الإقراض للبنوك والمؤسسات المالية، في حين ظل ائتمان قطاع الأعمال مرناً إلى حد كبير، وتحسن نمو الائتمان الاستهلاكي. وما يزال من الممكن أن يستفيد ائتمان قطاع الأعمال من تحسن الاتجاه العام في وتيرة إسناد المشاريع، الذي بدا واضحاً خلال عامي 2023 و2024، وذلك على الرغم من الأداء المتباطئ نسبياً خلال النصف الأول من العام الحالي، خاصة في ظل التوقعات المتعلقة بخطط إصدار أدوات الدين الحكومية، والتي من شأنها تعزيز الإنفاق على المشاريع. وعلى الصعيد العالمي، ساهم التباطؤ الحاد الذي شهدته سوق العمل الأمريكي مؤخراً في رفع احتمالات خفض مجلس الاحتياطي الفيدرالي لسعر الفائدة، ولكن في حال ارتفاع الضغوط التضخمية ستتقلص قدرة الاحتياطي الفيدرالي على التحرك بسهولة. ومن شأن أي خفض مرتقب لأسعار الفائدة في الكويت أن يوفر دعماً إضافياً لنمو الائتمان، خاصة على صعيد الائتمان الاستهلاكي، إلا أن العامل الحاسم الذي قد يُحدث تحولاً جذرياً في معدل نمو الائتمان الاستهلاكي يظل مرهوناً بإمكانية إقرار قانون التمويل العقاري.

وعلى صعيد ائتمان قطاع الأعمال (+1.5% على أساس ربع سنوي، +4.1% منذ بداية العام حتى تاريخه)، فقد اتسم النمو هذا العام حتى الآن بأنه واسع النطاق وامتداده عبر عدد من القطاعات، مع تصدر قطاع "الخدمات الأخرى" (+7.3% منذ بداية العام حتى تاريخه)، و"التجارة" (+5.9%)، و"الصناعة" (+4.5%)، القطاعات الأكثر نمواً في الائتمان خلال النصف الأول من العام الحالي. كما واصل القطاع العقاري، ذو الثقل الوزني الكبير، مسار التعافي، رافعاً معدل نموه منذ بداية العام حتى تاريخه إلى 3.5%. في المقابل، شهد قطاع "الإنشاء" تباطؤاً ملحوظاً بعد تحقيقه لمعدل نمو سنوي مركب بنسبة 16% خلال الأعوام 2022-2024، إذ تراجع معدل النمو السنوي إلى 2.3% فقط خلال الفترة الأخيرة، بينما حقق قطاع النفط والغاز أداءً مخيباً للآمال بعد إظهاره بوادر انتعاش أولية في أواخر عام 2024 وبداية عام 2025. أما على صعيد إسناد المشاريع، فقد كان الأداء خلال الربعين الأول والثاني من العام ضعيفاً نسبياً، إلا أن ذلك جاء عقب ثلاثة أرباع متتالية من الأداء القوي، مع بقاء النمو السنوي عند مستوى إيجابي بلغ 12%. وفي الوقت ذاته، واصل الائتمان الاستهلاكي انتعاشه التدريجي، مسجلاً نمواً بنسبة 0.9% على أساس ربع سنوي، لترتفع الزيادة على أساس سنوي إلى 3.5%، أي أكثر من ضعف النمو المسجل في عام 2023، والبالغ 1.5%. وتجدر الإشارة إلى أن الائتمان الاستهلاكي كان أكثر قوة في النصف الثاني من العام في كل من عامي 2023 و2024 مقارنة بالنصف الأول. وكما أسلفنا الذكر، يُعزى النمو القوي للائتمان خلال الربع الثاني من العام إلى تحسن وتيرة الائتمان الموجه لشراء الأوراق المالية والإقراض المقدم للبنوك والمؤسسات المالية، وهما المصدران اللذان شكلا فعلياً ما يقرب من نصف إجمالي نمو الائتمان المحقق منذ بداية العام حتى تاريخه (+4.6%).

ودائع القطاع الخاص تعزز وتيرة نمو إجمالي الودائع في ظل استمرار تراجع الودائع الحكومية


ارتفعت ودائع المقيمين خلال الربع الثاني من العام، ما رفع معدل النمو منذ بداية العام حتى تاريخه إلى 1.7%. وشكلت ودائع القطاع الخاص، التي تمثل نحو 78% من إجمالي الودائع، المحرك الرئيسي لذلك النمو بتسجيلها ارتفاعاً بنسبة 1.4% على أساس ربع سنوي، وبنسبة 3.4% منذ بداية العام الحالي حتى تاريخه. في المقابل، استمر ضعف الودائع الحكومية، والتي واصلت تراجعها للربع الثالث على التوالي، ليتسع معدل انخفاضها على أساس سنوي إلى 11%، وذلك بعد تسجيلها نمواً بمعدلات ثنائية الرقم خلال معظم السنوات الثلاث الماضية. وضمن مكونات ودائع القطاع الخاص، واصلت الودائع تحت الطلب وودائع الادخار تفوقها على الودائع لأجل للربع الثاني على التوالي، مسجلة نمواً بنسبة 4.2% منذ بداية العام حتى تاريخه. وفي الوقت ذاته، يلاحظ أن ودائع غير المقيمين، التي تمثل نحو 8% من إجمالي الودائع، وبعد تسجيلها تراجعاً لثلاث سنوات متتالية (بما في ذلك انخفاض حاد بنسبة 22% في عام 2024) عادت مرة إلى مسار النمو، مرتفعة بنسبة 38% (ما يعادل 1.3 مليار دينار كويتي) منذ بداية العام الحالي حتى تاريخه.

ضعف سوق العمل الأمريكي يعزز احتمالات خفض أسعار الفائدة لكن إمكانية ارتفاع التضخم قد يعقّد الأمور

أدى التباطؤ الذي شهده سوق العمل الأمريكي مؤخراً إلى زيادة توقعات الأسواق بخفض أسعار الفائدة، إذ تشير العقود الآجلة حالياً إلى احتمال خفض سعر الفائدة من مرتين إلى ثلاث مرات قبل نهاية العام.  ومع ذلك، فإن إمكانية تجدد الضغوط التضخمية نتيجة للرسوم الجمركية أو صدور بيانات اقتصادية أقوى من المتوقع في سوق العمل، قد يدفع مجلس الاحتياطي الفيدرالي إلى التريث واعتماد نهج أكثر تحفظاً، الأمر الذي يمكن أن يطيل أمد دورة الانتظار والترقب.

 

حمّل التقرير >