آثار تقنية سلسلة الكتل الثورية على الخدمات المصرفية
19.08.2019لقد تم التطرق في الأعوام العشر الأخيرة بشكل مكثف إلى استخدام مصطلح تقنية سلسلة الكتل "بلوك تشين". التقنية الثورية التي بدأت بتغيير الطرق التقليدية للقيام بالأعمال في مختلف المجالات، بدءاً من مجال صناعة الموسيقى، وصولاً لتعريفنا بطرق تفريق المنتجات المزورة عن الأصلية، وبدءاً من طرق عمل الحكومات، وصولاً إلى طرق الحفاظ على الحسابات المصرفية.
ومن المتوقع ان تكون الخدمات المصرفية أحد هذه المجالات التي ستخضع لتغيير جذري بفضل هذه التقنية. حيث ما زالت تعتمد البنوك في يومنا الحالي على المعاملات الورقية وأنظمة الكمبيوتر التي أصبحت قديمة وبحاجة إلى التحديث لمواكبة التقنيات العصرية، وبشكل خاص من ناحية الأمن والشفافية.
والأهم من ذلك هو حاجة البنوك لنظام يتمتع بتقنيات موثوقة وفعالة ضد الإحتيال، وقادرة على حل مشكلات الأمان والقدرة على توسيع الخدمات وتسهيلها. ووفقاً للعديد من الخبراء فإن الحل الانسب للوصول لهذا التحديث المطلوب هو تقنية سلسلة الكتل "بلوك تشين".
ما هي تقنية سلسلة الكتل؟
ظهر مفهوم تقنية سلسلة الكتل في عام 2008. وتتألف سلسلة الكتل من قائمة من سجلات المعاملات والتي تدعى كل منها بالكتلة "بلوك". وتحتوي كل كتلة على رمز مشفّر يضم سجل معاملات الكتلة السابقة كاملاً، بما في ذلك الوقت التي تمت فيه كل معاملة. وتدعى مجموعة من الكتل المتعددة المرتبطة مع بعضها بسلسلة الكتل "بلوك تشين".
لذا يمكننا استخدام تقنية سلسلة الكتل من نتتبع جميع المعاملات المالية بشكل فعّال وبثقة تامّة. وحيث لا يسمح تصميم تقنية سلسلة الكتل بتغيير البيانات، فإنها الطريقة الأمثل للحصول على الأمان الأقوى.
كيف يمكن أن تستفيد البنوك من هذه التقنية؟
تتم البنوك الملايين من التعاملات يومياً، مما يجعل الحفاظ على السجل المالي لهذا الكم الهائل من المعلومات أمراً ليس بالسهل. وتزيد الأمور تعقيداً عندما تتعلق المعاملات بالحوالات الدولية. ودون أن ننسى صعوبة مواجهة الطرق المختلفة التي يستعملها محتالو الأموال. حيث من الممكن لهؤلاء اختراق الحساب، أو تغيير الحوالة، وسرقة الاموال.
وتقدم لحسن الحظ تقنية سلسلة الكتل مستوى عال جداً من الأمان لجميع المعاملات المصرفية – بما في ذلك البيانات، وحوالات النقود. تجعل هذه الفوائد من تقنية سلسلة الكتل "بلوك تشين" الحل الواعد الأنسب في مجال المؤسسات المصرفية.
وتساعد تقنية سلسلة الكتل البنوك على تحسين خدمات الحوالات المالية. كما أن هذه التقنية قادرة على اكتشاف عمليات الإختراق غير الشرعية، وهجمات الحرمان من الخدمات DDOS، والكثير من طرق الاحتيال الأخرى. بالإضافة لمساعدتها البنوك في عملية التعرف على العملاء، والأشخاص والشركات الموثوقين، وذلك من خلال هوية إلكترونية مرتبطة بتقنية سلسلة الكتل.
وحين يتم التقليل من الإحتيال فسوف تنخفض التكاليف التي يدفعها البنك لإتمام العمليات مما قد ينعكس إيجاباً على عملاء وزبائن البنك. وقد بدأ العديد من البنوك حول العالم باستكشاف وتطبيق طرق جديدة لتحويل الأموال دولياً باستخدام تقنية سلسلة الكتل.
كيف سيتسفيد العملاء من تطبيق تقنية سلسلة الكتل؟
يتطلب إرسال النقود إلى الأقارب والأحباء من المقيمين في الكويت عملية طويلة ومعقدة تبدأ بالبحث عن مكان لصرف العملة، وصولاً إلى الانتظار بالطوابير الطويلة، كما أن الدفع سيكون نقداً، ويضاف إلى المبلغ رسوماً إضافية لإتمام الحوالة. ولا يقف الأمر عند إرسال النقود بل قد يمر المستقبل بعملية طويلة مماثلة.
أما باستخدام تقنية سلسلة الكتل، فلن نحتاج أبداً لهذه العمليات الطويلة المضنية. وبدلاً من ذلك سيقوم كل من المرسل والمستقبل بالقيام بعملية تحويل واستقبال إلكترونية باستخدام هاتف الموبايل – وذلك بتكلفة أقل بكثير. ويعود ذلك إلى أنه باستخدام تقنية سلسلة الكتل، ستتم اختصار جميع العمليات المعقدة والمكلفة، والتي تسبب التأخير بشكل تلقائي إلكترونياً. حيث يمكن لبعض الأدوات كبروتوكول العقود الذكية تتبع جميع المعاملات، مثل قيام الشاري بالدفع، أو وقت تسليم البائع للمنتج، كما تساعد هذه التقنية على حل مختلف المشاكل التي قد تواجه المعاملة بدءاً من الطلب حتى موعد التسليم والدفع. وليس هذا إلا غيض من فيض.
الآفاق المستقبلية
لا يوجد مفر من إدخال تقنية سلسلة الكتل إلى المؤسسات المصرفية شأنها بذلك شأن جميع مجالات العمل الأخرى. والأمر الذي أجمع عليه الخبراء هو أهمية المميزات التي تقدمها هذه التقنية للقطاع المصرفي، والتي لا يمكن لهذا القطاع أن يتجاهلها، كالعقود الذكية، والمعاملات اللامركزية.
ويزيد استخدام البنوك لهذه التقنية ويتوسع ليشمل جميع مجالات المؤسسة المصرفية المختلفة، الأمر الذي سيساهم في الحصول على معاملات مصرفية آمنة، بشكل كامل وسهلة التتبع. وقد يتطلب الأمر بعض من الوقت لرؤية التطبيقات العملية الأوسع لتقنية سلسلة الكتل في قطاع المال، ولكن طريق الألف ميل يبدأ بخطوة